post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

قضايا الأمة ومسألة التغيير
قضية المسلمين على المدى الطويل هي الوحدة والقوة وإقامة الخلافة الثانية على <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%88%d8%a9-15-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%88%d8%ab%d9%82-%d8%b9%d8%b1%d9%89-%d8%a7/">منهاج النبوة</a> كما كانت الخلافة الراشدة على أسس الشورى والعدل والإحسان. وعلى وقع خطوات التاريخ الذي يكوره مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل تتعرف إلينا سنة الله الرحيمة بنا من خلال الفجوات التي بين مصالح العملاقين، ومن خلال ضغوط المصالح والظروف السياسية لكل دولة وكل تحالف، ومن خلال الثقل المهول الذي تتحمله كل دول العالم، بل كل فرد فرد من بني الإنسان، أعني ثقل التهديد النووي لمصير الإنسانية. وتتعرف إلينا سنة الله الرحيم بنا آخر المطاف من خلال البلاء الواقع على المستضعفين في الأرض وعلى المسلمين خاصة من جراء المجاعات والنقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين. ويسمي لسان العصر هذا النقص &#8220;تخلفا&#8221;، لأن العصر ينظر بمنظار التحليل الغربي المادي الماهر في إدراك الأسباب وتسلسلها وقيامها وقعودها، الغافل عن مسبب الأسباب جلت عظمته. قضيتنا على المدى الطويل وقضايانا على المدى المباشر الـمُلح مرتبط نجاحها، رغم كيد الكائدين ورغم المكر الاستكباري السيِّئ، بتغيير ما بنا. وليس تغيير ما بنا مسألة فقه جدلي لتجديد المفاهيم والاستغراق في الفلسفة حول &#8220;الإسلام والعقل&#8221;، &#8220;الإسلام والغرب&#8221;، &#8220;الإسلام والديمقراطية&#8221;، &#8220;الإسلام وكذا وكذا&#8221;. إن كان للتنظير أهميته في الحُدَاء المشجع للصحوة المباركة المهيِّئ للفهم الواسع فإن تغيير ما بنا مسألة عملية، مسألة تعميق الإيمان في القلوب، وتعبئة أهل الإيمان بدافع إحساني عميق، وتربية جند الله في خندق الجهاد تربية عملية بدل &#8220;التربية&#8221; المعلبة الثقافية. عمق تناقض قضية الإسلام على المدى الطويل مع قضية الجاهلية ووجودها في الأرض وتمكنها لا يكون له كِفاءً إلا عمق التغيير الإيماني لدى الفَعَلَة المجاهدين لنصر تلك القضية العظمى. التحدي الآفاقي الذي يواجهنا على المدى الطويل لا يقوم له إلا تغيير أَنْفسي يزيل ما تراكم على فطرتنا من ركام، ويجدد ما بَلي في قلوبنا من إيمان، ويُقَوم ما اعوج من توجهات، ويحيي ما فَنِي من مروآت، ويستصلح ما في أيدينا من كفاآت، ويصطنع ما نحتاجه منها، ويجمع القوة، ويقيم العدل، وينصف المظلوم، ويهيِّئ الآفاق البعيدة المشرقة الموعودة بمغالبة التحديات المباشرة التي يعدها التحليل المادي تخلفا له أسبابه وعلاجه ونظرياته ونسميه نحن بلاء ونقصا مظهره الغثائية وسببه &#8220;داء الأمم&#8221; وما ينتج عنه من بغي، وعلاجه الصلح مع الله، وإدراج ما يعطيه التحليل العقلي من وصف للواقع وما يوصي به من علاج في سياق نهضة روحية علمية عملية إيمانية إحسانية تقتحم العقبات، وتلبي نداء الله في سنته الرحيمة، وتستمطر نصر الله الذي لا يتخلف متى توفرت الشروط السُّنية في المكان.
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=24&amp;page=241">عبد السلام ياسين، سنة الله، ص 241-242.</a>

قضايا الأمة

قضايا الأمة ومسألة التغيير

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

التوبة واليقظة

كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟

قواعد ذهبية في تربية النَّشْء

الله ابتعثنا

مقالات ذات صلة