post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

ما يقوله المؤذن..أنشودة شَلحيَّة
كان جَد والدتي من أمها رحمهم الله جميعا مؤذنا في قريته. فمنذ عقلتُ وأنشودة شلحيَّةٌ تداعِبُ أذني. لا يزال رَنينها في أسماعي إلى الآن. لا يزال حنان الأم ولُطفُ العناية ممتزجا بالنغمة والكلمة والوزن والإيقاع. سمعت الجدة رحمها الله من المؤذن، وسمعت الأم رحمها الله من الجدة، وسمعتُ ووَعيتُ.
شلحي أنا أخوالاً منذ قرون طويلة. اللغة الشلحية ميراثي، لها في أذني مسلك وعلى لساني طلاوة وحلاوة. لكنها لا تتحاربُ في جَوفي مع لغة القرآن. هي ثَمَّ «تُؤازرُ» الإيمان حسب كلمةٍ للأستاذ شفيق.
نشيد يوقظ به المؤذن بعد الأذان الشرعي من لم يُفيقوا للأذان الشرعي. نشيدٌ من عند المؤذن الشاعر الواعظ، بعد الأذان الشرعي الذي هو من عند الله <a href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/%d9%85%d8%ad%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84%d9%87-2/">ورسوله</a>.
يسير النشيد هكذا: (واعتذر للأمازيغ والشلوح الجدد عن استعمال رسْمٍ غير الذي أحدثوه ولا أعرفه)
نَكْرَتْ أوِي وِنْدِي كَنِّنْ تَكَرْكُنِي مادَوْنْ إكايطّْسْ
نَكْرَتْ زَّالاَّتّ تَمْدِمْ إلْخِرْ هَنّْ مَلاَنا يُوجَدْ أتّْ إفْكْ
إطّْسْ أيْلاَّنْ إغْ يادْ إمُّوتْ يانْ إكْنْ أبَداً أرْيادْ نْكِرْنِ
أترجمها ترجمة تقريبية نظما هكذا:
أفيقوا أفيقوا لَبيسَ السُّباتْ
فما النومُ إلا ضياع الحياة
الصلاة الصلاة! تعالوا إلى
عطاءِ إلهي جميلِ الهِباتْ
سَتشبَع نوما إذا مـا أوَاكَ
لُحَيْدٌ يضم شتيت الرُّفاتْ
ثم أترجمها نثرا هكذا: قوموا يا هؤلاء الذين ناموا بئس النومة. ماذا يفيدكم النوم؟ قوموا وصلوا وتعرضوا للخير، فإن مولانا موجود لعطاء الخير. النومُ نومُنا بعد أن يموت المرء: ينام إلى الأبد، نوما لا يقوم منه. (أضيف: لا يقوم منه إلى يوم البعث والنشور).
ترجمة تقريبية. وشعر شلحي آخر من إنشاد المؤذن:
أركَازْ أرْ إتّْزَالاَّن أيْكا دَلْمُهْلِكِ
تُوتَمْتْ أُرْ إتّْزَالاَّن أيَكَانْ دَ الدّابْتْ اللِّي
فَسْ إتَّسِي الشِيطانْ أزْرُو يَوْمِ الجحيم
ترجمتها: الرجل الذي لا يصلي رجل هالك. المرأة التي لا تصلي إنما هي دابة يحمل عليها الشيطان الصخر يوم الجحيم.
للشلوح كلمة يطلقونها على تارك الصلاة. فهو عندهم «مُتْرِك». ولأَن تسُبّ الرجلَ والمرأة فيما عقلتُ بأقذع السِّبَاب أحبّ إليه من أن تصفه بأنه مُتْرِك.
كتب الأستاذ محمد شفيق فيما كتب عن اللغة الأمازيغية قال: «وهي لا تزال نشيطة تُواكب لغتنا العربية في وِئامٍ تام، وتؤازِرها في تعميق الوعي الديني الإسلامي كما آزرتها فيما مضى على نشر الدعوة الإسلامية في ربوع أوربا وأفريقيا، بدليلِ أنَّ أسماء الصلوات الخمس في بوادي كلٍّ من السنغال ومالي والنيجر وتشاد هي: «تيفاوْت» لصلاة الصبح، و«تِيزْوُوري» لصلاة الظهر، و«تاكوصين» للعصر، و«تِيوُوتشي» للمغرب، و«تيضْسْ» للعشاء».
هذه أسماء الصلوات. فأين الصلاة يا مثقفين يا أمازيغ ويا عربان. وهل يجمعنا إلا الإسلام ومسجد الصلاة؟
ختَمتُ حواري بلا إله إلا الله محمد رسول الله.
&nbsp;
<a href="https://siraj.net/ar/read?id=1071&amp;page=260">حوار مع صديق أمازيغي، ص: 261-263.</a>

التزكية والدعوة

ما يقوله المؤذن..أنشودة شَلحيَّة

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

التوبة واليقظة

كيف نتعلم من سنة الله في التاريخ؟

قواعد ذهبية في تربية النَّشْء

الله ابتعثنا

مقالات ذات صلة