post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

<p class="normal_p  "><span class="p">قضية فلسطين بداية المواجهة الحاسمة بين الحق والباطل، بين الجاهلية والإسلام. مع الجاهلية تنَبؤٌ يهودي بمملكة صهيون الألفية. ومع الإسلام وعد الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالنصر المبين، وبالخلافة على منهاج النبوة، وبظهور هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">مع الجاهلية التفوق العددي والتكنولوجي والمالي والعسكري، معها الخبرة والصناعة والتنظيم، معها السبق الزمني في كل الميادين، تطرق الآن وتلج عصر ما بعد الصناعة، عصر المعلوماتية والفضاء والإنتاج الأوتوماتكي والتحكم في الخلايا الوراثية للنبات والحيوان.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">ووراء الركب الجاهلي تتعثر خطانا، مسبوقين متخلفين، ممزقة أوصالنا، مبذرة أموالنا، مقَطعة أرضنا، محتلة عقولنا، واهنة عزائمنا.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">سنة الله لا تجامل أحدا، وحكمه على الغثاء أن لا ينهضوا لجليل من الأمر ما داموا غثاء.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">احتلت اليهودية العالمية العقول من خلال الثقافة الغربية الصائلة في العالم. لهم مقاليد الإعلام؛ الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، والمخَزّن في الحاسوبات، والطائر على أمواج الأثير مكتظ به الفضاء سائر إلى عصره الذهبي في يوم قريب يستطيع كل من على وجهها أن يسمع ويرى ويتصل بكل برامج العالم. وبرامج العالم تتبارى في عرض الكفر والغفلة عن الله والفتنة بمباهج الدنيا ولذاتها.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">إنها مواجهة كونية هائلة بين حق الوحي و”ظن الجاهلية”، بين أخلاق الإسلام و”تبرج الجاهلية”، بين أخوة الناس جميعا والتسامح والرحمة وبين”حمية الجاهلية”، بين عدل الإسلام وشورى الإسلام وبين “حكم الجاهلية”</span><span class="citation"><span class="p">…</span><a href="http://siraj.net/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-24.html#page/119" target="_blank" rel="noopener">تتمة (كتاب سنة الله)</a></span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">لست أقصد في هذه الفقرات التي أعرض فيها بعض فساد يهود وإفسادهم أن أُوغِرَ القلوب حقدا وأن أُذْكيَ حفيظة القارئ. بل أقصد التذكير بالله عز وجل وبالحق المنـزل الخالد في الحكم على بني إسرائيل، ليكون حكم الله فيهم وغضبه عليهم ولعنته إياهم دستورنا في التعامل معهم. نغضب عليهم لغضب الله عليهم ثم لعدوانهم علينا. يأتي في اعتبارنا حسبان السياسة واحتلال فلسطين ومذلات الهزائم في المرتبة الثانية، بعد اعتبار سنة الله وعناصرها الموحى بها مسبقا من كون اليهود جرثومة الفساد ومادته، كانوا كذلك، لن ينفكوا كذلك إلى يوم الفصل.</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">لن يكون لنا النفس الطويل، ولا الثقة بنصر الله، ولا القدرة على إعداد العدة في الأمد البعيد، إن لم نجعل جوهر القضية في وعينا وحركتنا مطابقا لتعليم القرآن في المسألة، مستنيرا بهديه، مسايرا له في تفسيره إلى أعماق النفس اليهودية الخبيثة، والقلب اليهودي الأشد قسوة من كل القلوب، وكفر يهود ونفاقهم ومكرهم وصدهم عن سبيل الله<span class="citation">…<a href="http://siraj.net/%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-24.html#page/65" target="_blank" rel="noopener">إقرأ المزيد “كتاب سنة الله ص.65”</a></span></span></p>
<div class="page-wrapper">
<div>
<div class="own-size page p143 odd">
<div>
<p class="normal_p  "><span class="p">لا حدود لعلُوِّ اليهود ما دام يسندهم أهل الجحود من أدعياء</span>النصرانية الذين يستبطنون الإلحاد والجور.</p>
</div>
</div>
</div>
</div>
<div class="page-wrapper">
<div class="own-size page p145 odd">
<p class="normal_p  "><span class="p">عن هذا الجبروت اليهودي يحدثنا القرآن الكريم في سورة الإسراء: <span class="quran">وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلُن علوا كبيراً</span></span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">هذا الاستكبار متجذر في الشخصية اليهودية التي تُلَّقن مند نعومة أظافرها مبادئ العنصرية، وتجعل من بني إسرائيل شعب الله المختار. وذلك ما تردده توراتهم:<span class="citation"> “ففي ذلك اليوم، فتح يوشع ماقدة Maqqedaa وأباحها وملِكَها للسيف. لم يدع فيها حيا. عامل ملكها بمثل ما عامل به ملك أريحا من قبل”</span> <a id="return-note-14339-1" class="simple-footnote" title="La Bible; Josué,43." href="https://wordpress-1153707-4083331.cloudwaysapps.com/2016/04/%d8%b9%d9%8f%d9%84%d9%8f%d9%88%d9%91%d9%8c-%d9%88%d9%82%d8%b3%d9%88%d8%a9/#note-14339-1"><sup>1</sup></a> وتستطرد توراتهم تحكي لنا قصة المدن التي أبيحت وأبيد ملوكها وأهلوها عن آخرهم: ليفرا Livra، لاقش Lakish، غزة Guezu، عجلون Eglon، حبرون Hebronn (الخليل حاليا)…</span></p>
<p class="normal_p  "><span class="p">نحن لا نمانع في تصديق التوراة حين تصف قسوة اليهود التي نعانيها يوميا، لكن كيف نُصَدّق هذه القصص الدموية التي تجعل من نبي طاهر -يوشع- جبارا متعطشا للدماء؟</span></p>
<div class="page-wrapper">
<div class="own-size page p144 even">
<p class="normal_p  "><span class="p">ليست التوراة المتداولة سوى مجموعة من النقول والتقاليد الشفوية التي توارثتها الأجيال خلال عدة قرون بعد موسى عليه السلام قبل أن </span>تُدَوَّن، أما القرآن فقد كُتِبَ والنبي محمد صلى الله عليه وسلم حي بين ظهراني أصحابه يملي عليهم ما أوحى ربه إليه. يستحيل إذن أن يكون أنبياء الله، رسل الرحمة، جزارين بعثوا لتقتيل البشر. إنها خيالات نفوس مريضة تجسد في قصص ملحمية تمجد التعذيب والإبادة. تلك كانت أول وحدة تجمع بني إسرائيل بعد أن كانوا مجرد قبائل من البدو الرحل الهائمين في الصحراء، ليصبحوا شعبا واحداً يقوده يوشع إلى أرض كنعان. لكنهم لم يمتهنوا التدمير والتقتيل والإبادة إلا بعد يوشع حيث كانوا “يقتلون النبيئين بغير حق” -كما ورد في القرآن- أي أن الأنبياء كانوا ضحايا عنفهم بدل أن يكونوا أساتذتهم -كما يدعون- في هذا الباب<span class="citation">.<a href="http://siraj.net/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9-15.html#page/141" target="_blank" rel="noopener">..إقرأ المزيد “كتاب الإسلام والحداثة ص.141”</a></span></p>
</div>
</div>
</div>
</div>
<p class="normal_p  "> </p>


السياسة والحكم

هكذا قال الإمام..في القضية الفلسطينية

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

خطاب الروح الصليبي وبطشه

الأنانية والجشع وصناعة الفساد

في الذكرى 77 للنكبة.. “إسرائيل الابتلاء” وشروط النصر

خير نساء طلعت عليهن الشمس

أفق النظام العالمي

التعلق برسول الله ﷺ

مقالات ذات صلة