تدوينات

بمداد الروح
بمادة الإيمان
ليقرأه انسان العين
مكتوبا
يباركه الله
في لحظة صفاء
ذات أفنان!
خلقت لأكتب الإحسان
على صفحة الواقع
بحرف الحضور الرافع
نحيفا بارزا
لتقرأه القلوب ..
ماثلا
كما تقرأ لمسا
أنامل العميان..
لتبصر من جديد
كأنها تراه!
فإن لم تكن!
تراه!
وليس الخبر كالعيان..

خلقت لأكتب الإحسان
لأخرج
مخطوطه العتيق
من حيطان زاوية
من زوايا النسيان..
أعالج بتر الوقت من واجب الوقت
وما أضاعت من حروفه
آماد الزمان

خلقت لأكتب الإحسان
أنادي
يا أيها العرفان مع القعود
حي على عرفان مع الجهاد
على المحجة اللاحبة
ولكل شيء أثمان..

يا أهل الحقيقة
حسبنا الطرائق الضيقة
ها الشرعة والمنهاج كاملان!
لا تطغ جذبة على عزمة
“وائتمروا
بينكم بمعروف”
تجمع شمل الانسان!
يا أيها الانسان
ذلك المجهول
في ظن الجاهلية
المهدور في حمى الحمية
المقهور في حكم الفردية،
المتبرج في وهم الحرية
المغير خلق الله وتلك الرزية
ذلك المتوهَّم
في عقول القطيعة
يوحي بها زخرفَ قول
شيطان لشيطان!

خلقت لأكتب الإحسان
هلم جمعا على الله
نصلح ذات بين القرون
كل الأفكار المريضة
كل الطوائف الوبيئة
بنت خصام
بين السلطان والقرآن!
هل بالإمكان؟
هلم نبني سفينة نوح
في عصر طوفان ..
وكن عمرا ..
ابن خطاب
او ابن عزيز
وكن أنت الربان!
خلقت لأكتب الإحسان
وما إن فرغت من سفريه ووضعت عصا
التسيار
تشبث العدل بدفتيه
هذا مقام العائذ بالرحمن
من قطيعة رحم
بين عدل وإحسان!

إن كان السبتي قضى يردد
عند موته
ما ثمة إلا الإحسان
ما ثمة إلا الإحسان !
رفعت أنت من خلف
برازخ الموت
الأذان
وقلتَ أبدا:
“إن العدل من
أوثق عرى الإحسان..
إن العدل من
أوثق عرى الإحسان”
خذ بيدك ضغثا
واجمع به شملنا
كآية من سورة نحل
على منهاج
البشير العدنان!

خلقت لأكتب الإحسان
وما أنا كاتبه
ذاك ما أملته على العقل
على اللسان
في عرصات الأسحار
نفحة من الجِنان
وجذوة قرب
توقدت في الجَنان ..

“الناس نطقوا
ولم أسمع
سوى شيخي تكلم”
قال قائل المحبين
على قدم إفلاسه
حين ميز الهذر من البيان..