
إن حرية الإنسان الأساسية وحقوقه، تتكامل مع كمال إنسانيته ونقصانها لها علاقة بالعبودية…

حقوق الإنسان من صلب الدين الإسلامي، فتحرير الإنسان من العبودية، وتكريمه، وإنصافه…

يقرر الأستاذ عبد السلام ياسين حقيقة ترابط مفهوم حقوق الإنسان مع مفاهيم غربية…

إن التأصيل المفهومي جزء من رؤية الإنسان ومن فاعليته في الواقع، يحدد آليات اشتغاله…

إن الله عز وجل خلق الإنسان وهيأه لكرامته في الدنيا باعتباره من بني آدم، كما هيأه للخلود في النعيم، أو العذاب في دار الخلود جزاء كسبه هنا. ومن عناية ربنا جل وعلا بالإنسان، وحدبِه عليه، أن بعث إليه رسلا بلغوه أنَّ له ربا، وأنَّ ربه لا يريد له أن يُشرك به شيئا، ولا أن يظلمَ الناس، ولا أن تستفزه الدنيا فينسى الآخرةَ، ولا أن تغرَّه قوَّتُه فيستعبدَ الضعيف، ولا أن تأخذَه الشهوةُ والحِسُّ والمتاعُ فينسى أنَّ له قلبا على صلاحه مدارُ سعادته في الدنيا والآخرة.

ومن حقه في معرفة ربه وخالقه تنبثق سائر الحقوق. بمعرفته لله رب العالمين وربه يكون حق الآخرين عليه واجبا دينيا يؤديه بإخلاص ووفاء، عبادة يعبد بها ربه، لا تعاملا مع القانونية البشرية.
هذا الإنسان الشارد من ربه الجاهل بخالقه لا تجد من يرفع عقيرته احتجاجا على هضم حقه الأول، حقه في معرفة حقيقة وجوده، ومآله، ومعناه.
الكون جملة مفيدة، ما من حرف فيها إلا له معنى، ما من ساكن ولا متحرك إلا له فائدة وصلاحية ومنطق ينسقه في المنظومة الكونية. كل ما في الكون يكتسب صلاحيته ومنطقه ووظيفته ومعناه من الإنسان.

أمحايدون نحنُ في معركة حقوق الإنسان أم مُتَلَقُّونَ أم معنا رسالة؟ ومن أين لنا بمصداقية لنقول كلمتنا ونحن في قفص الاتهام؟ الإسلاميون إرهابيون قبل كل مناقشة! والشـريعة الإسلامية همجية صرفة! هذا حكم أعدائنا حين يصنعون لأنفسهم من أوهامهم ومن أخطاء بعضنا «دولة شر» يَنْصِبونها غرضا تاريخيا لسهام كراهيتهم المتأصلة. وما ينبغي أن نتصدى للموضوع بنفسية المتهم، همُّه […]

ننظر في آخر الديباجة، فنقرأ نداء «ليبذل كل الأفراد وكل المنظمات الاجتماعية المستوحية لهذا الإعلان جهودهم في التعليم والتربية، لينموا احترام هذه الحقوق والحريات، وليُؤَمنوا الاعتراف بها، وتطبيقها العالمي والفعلي بإجراءات تدريجية على الصعيد القومي والدولي، سواء وسط شعوب الدول العضوة نفسها أو وسط الشعوب التي تحت سيطرتها».