المؤمن الصادق لا يكتفي بالإيمان القلبي، بل يُترجم إيمانه إلى عملٍ وسلوك، ومن أعظم تلك الأعمال الدعوة إلى الله عز وجل، فهي رسالة الأنبياء وورثة العلماء، ومهمة من آمن بالله حقًا وصدقاً. يدعو المؤمن إلى ربه في كل المحافل والمواقف، ويوصي الناس باتباع الصالحين من الدعاة المخلصين، اقتداءً بمن أثنى الله عليهم في كتابه الكريم، حيث قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ فهذا الرجل المؤمن لم يتردد في نصح قومه، ولم يخف لوم اللائمين، بل دعا إلى الله بصدقٍ وحرص، فخلّد الله ذكره في القرآن المبين.
ها نحن يا رسول الله يا حبيبنا يا حبيب الله غثاء كما حذرتنا، نسينا عهد الله إذ نسينا ما بايعك عليه المؤمنون. إن الله قرن محبتك ومحبته وإيثاركما على الآباء والأقرباء بالجهاد في سبيله وسبيلك، فنحن تتربص بنا الناسُ الدوائر ويتربصون بنا السوء، والدعاة إلى الله اللائذون بجنابك الأحمى لا يكاد يُسمَع لهم صوت، وكأن أمتك المسكينة المُتلوية على أشد من حَسَك السعْدان
ولقد حدد الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله أُسُس الأدب مع رسول الله ﷺ ومُبتدأه ومُنتهاه، فقال بعد كلام: “فأدَبُ أتباعه ﷺ يبتدئ وينتهي عند اتِّباعه ﷺ فيما بلّغ عن ربه عز وجل، مع محبته وطاعته. فالأدب بهذا المعنى هو الدين كله، يشمل آداب القول والفعل والتخلق والنيّة. يشمل آداب المسلمين والمؤمنين والمحسنين السالكين، كلٌّ على حسب مدرجته وحظه من الله ومن العلم بالله، يشمل الأدب مع الله عز وجل ومع رسوله الكريم ومع الخلق كافة
نطرح على أنفسنا سؤالا واضحا وضروريا. ما هي العبرة التي يتعين علينا أن نتخذها جسرا ننتقل عليه من زمن ميلاد خير الخلق صلى الله عليه وسلم إلى زمن الملك الجبري الذي أذن الله تعالى بزعزعة أركانه على أيدي الشباب الذين ظلوا لعقود طويلة ضحية تجهيل وتخويف من الإسلام الحق وأهله؟
العنوان مركب من ثلاث كلمات، والثلاثيات جمع ثلاثية وتعني الثلاثة من كل شيء، والعدد ثلاثة يفيد معاني كثيرة؛ منها الكمال والتكامل والتوازن والحركة والنشاط والإبداع والنمو والتطور والتفاؤل والقدرة والطاقة والمشاركة والتواصل والتفاهم وغيرها… و«المنهاج» آلية للنهج؛ أي للسلوك.. فهما وتوجيها وممارسة. و«النبوي» صفة للنبوة، ووصلة بالنبع الصافي والأصل الأصيل المستمد من نور مشكاة الحبيب المصطفى