post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

ألك عند الله حاجة!؟
في حجر التربية والتدرج في التزكية ينتقل الناشئ والتائب من حضيض حب الدنيا وزينتها، ومن السعي فيها إلى اللذة الأنانية، إلى طلب الآخرة والسعي لها سعيها. وهي نقلة فارعة. من تجارة الدنيا إلى تجارة الآخرة ينتقل. مسافة وأية مسافة !
وهي رخصة من المولى سبحانه، يتجاوز سبحانه عن التفات العباد إلى أعمالهم، واعتمادهم عليها، وتعاملهم بما أوحى به من شرطية «من فعل كذا فله كذا».
يُرجى من كرمه سبحانه أن يرفع العبد من هذا الالتفات إلى معارج الاعتماد على فضله سبحانه، والخوف منه والرجاء فيه. لا يرى من نفسه إلا التقصير، ولا يزيد بهذا الشعور إلا اجتهادا وتعبئة لكل قواه ليزداد من الخير.
في هذه المرتبة من الرقي الروحي يطلب المؤمن أن يكون عبدا لله خالصا، بعد أن كان باعثه باعث أجير، نِعْمَ أجير الله الكريم، يضاعف الحسنة ويزيد. وفضله أوسع، وقربه أرفع.
يغيب عن مقلة قلبه في هذه المرتبة الجزاء. يبكي على خطيئته وتقصيره حياء من ربه وخوفا، ويجاهد شكرا. يسأل الله الجنة لأن الله حببها إلينا وبالغ في وصف نعيمها، لكن
قصده القرب من ربه. والجنة مثوى للمقربين، ودرجاتهم فيها الأعلى، وأعلى نعيمها النظر إلى المولى.
مؤمن أصبحت له عند الله حاجة، أصبح وجه الله مطلبه، وحب الله باعثه. والطريق المستقيم إلى المرضاة والقرب الجهاد.
فيرجع هذا العبد المترقي في سلم الإيمان والإحسان إلى ميدان العمل. ينزرع مشروعه في مشروع الجماعة، ويتزاوج طموحه الفردي الأخروي مع الطموح الجماعي لهذه الأخرى التي نحبها ويبشرنا بها كتاب الله : «نصر من الله وفتح قريب».
محنة العقل المسلم، ص: 71-72

التزكية والدعوة

ألك عند الله حاجة!؟

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

قواعد ذهبية في تربية النَّشْء

الله ابتعثنا

نحن بالله عزتنا لا تهون

12 فبراير 1949 | ذكرى استشهاد الإمام حسن البنا

نموذج الحياة الجماعية

بين يدي “وعد الآخرة”

مقالات ذات صلة