مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

التزكية والدعوة

العقل والأسئلة الفطرية

العقل والأسئلة الفطرية

العقل والأسئلة الفطرية:

من أعظم ما فتن الله عز وجل به العباد خلق الإنسان. يفتح عيْنَهُ هذا الإنسان فيجد نفسه مجهزا بأجهزة متكاملة منفتحة على الكون، هي جوارحه وما تصُب فيه مدارك الجوارح وتؤول إليه وتتفاعل فيه، وهو العقل. وينظر العقل إلى نفسه ويسأل الأسئلة الجوهرية : من أنا، ومن أين، وإلى أين، ولماذا، ومن أبرزني للوجود؟

فأما العقل المهتدي الموفق المستقيم على طريق من الصرامة العلمية والسليم على الفطرة فيعترف بقصوره وعجزه عن الجواب، وتَنْسَدُّ عليه كل الآفاق إلا نهج الفطرة والبداهة التي تقول في أعماقه قبل التجربة وبعد التجربة : لابد لكل صنعة من صانع. ويتطلع إلى من يخبره ويجيب عن أسئلته. وتأتيه الرسل مؤيدة بالمعجزات التي خرقت له نواميس الكون فعلم أن الرسول صاحب المعجزات لا ينطق من تلقاء نفسه. ويصدق الوحي عندما يخبره بسلطان كلام الله : ﴿نحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ﴾1.

وأما العقل المطبوع على قلب صاحبه فيظل ساعيا في آفاق المعرفة، ويبني حول نفسه نسيج عنكبوت من فرضيات ومسلمات تسُدُّ ثغرات جهله، وتقنعه أنه هو العقل. هو هو السيد. هو هو الإله. تنوير المؤمنات ج 1، ص 158-159.  

 

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد