مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسينمدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين
مدرسة الإمام المجدد
عبد السلام ياسين

التزكية والدعوة

حتى لا تلهينا الأسباب عن المسبب!

حتى لا تلهينا الأسباب عن المسبب!

حتى لا تلهينا الأسباب عن المسبب!

كل ما ورد في القرآن من ذكر الخسف، والمسخ، والصاعقة، والصيحة، والريح الصرصر العاتية، تنبيه إلى أنك يا إنسان في قبضة رب قدير جبار، يأخذُ القُرَى إذا ظلم أهلُها بتلك المهلكات، كما يأخذها إن شاء بالأسباب الأخرى الجوية، من جفاف، وقحط، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وبالمَوَتان والأوبئة الطاعونية. كما يأخذها إن شاء بالأسباب التاريخية بأن يسلط عليها عدوها، وأن يجعلَ بأسَها بين أهلها شديدا. فإذا اكتشف الإنسان المفتونُ بعقله أن كل سَنَةٍ يحدُث عشرةُ آلاف زلزال، ووضع سُلَّما لقياس الزلازل، ومراصدَ لمراقبة ميلاد الصواعق وتطوُّرِها، والجوِّ وتقلباتِه، وأرسل في الجو أقمارا صناعية تخبره بما يجري فوق الأرض وتحتها، ظن أنه قادر على تسيير الأرض، فسقط في مكر الله، وألهَتْه الأسباب عن خالق الأسباب، وإذا اكتشف الأمصال الواقية من الأوبئة، والأدوية القاتلة للجراثيم التي يُنْسَبُ إليها الفعل، ظن أنه سيدُ مصيره.
وبإعراض الإنسان عن الله عز وجل وجحوده ألوهيتَه، يفوته الاعتبار بالآيات الإلهية، ويفوته الشعورُ بعظمة محرك الكون سبحانه، ذلك الشعورُ الذي يرده لعبوديته ويهيئه للإيمان، فهو مَغْموطٌ من هذا الحق، حقِّ الاعتبار والخوفِ من الخالق الجبار”…كتاب “إمامة الأمة” ص 104

أضف تعليقك (0 )



















يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة ممكنة. تعرف على المزيد