post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

حجة الوداع ودرس التعامل مع الخلاف
أكمل الله تعالى لنا ديننا من يوم نزلت في حجة الوداع آية : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾.
هذا الدين الكامل والنعمة التامة هو ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه. ويختلف الصحابة بعد موته صلى الله عليه وسلم في فروع الفقه. ومن بعدهم تأتي أجيال اختلفت في أصول العقيدة وقواعد الدين. ونشِبَتْ قتالات بين المحقين والمبطلين حتى تصَفَّتْ الساحة من الزنادقة والباطنية وأصناف المارقين. ودخل الشيعة في سرادبهم السرية قرونا. وانزوى الصوفية مكرمين معززين معظمين زمانا.
شيخ الإسلام ابن تيمية كان يدافع عن الزاهدة الصوفية رابعة العدوية، وكان يذكر بالتعظيم أئمة التربية ومشايخ الطريق، وكان يرفع إلى عنان السماء الشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي مذهبا الصوفي مشربا. وكان له الموقف الصارم من الرفض والروافض، والكراهية الشديدة للحلوليين وأصحاب الوحدة. فهل يطمع طامع في وحدة المسلمين وفي سلامة دينه وكمال إيمانه دون أن يتبنى الفقه التيمي؟
علماء الآخرة
هل من مطمع أن يصبح المسلمون مسلمين مسلمين، لا مذاهب تتنابز بالألقاب، ويطعن بعضها في عقيدة بعض؟ هل يطمع طامع أن يضع المسلمون تاريخهم تحت المِجهر العلمي ليرصدوا منابع الخلاف المذهبي، وليقبلوا الخلافات الفروعية على أنها رحمة، وليطوقوا الخلافات الأعمق ريثما تنشأ أجيال مؤمنة على السلامة الأصلية والبراءة الفطرية، أجيال طاهرة القلب نيرة العقل تجلس تحت منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمع وتطيع وتتعامل مع العالم المتطور بعلم لا يجمد ولا ينحبس ولا يحكم على العالم بالمروق لأنه لا يشبه عالم زمن التنزيل ولا زمن المجتهد الفذ؟ أجيال علماء آخرة لا تلعب بهم الدنيا؟
يُغَيَّم على آفاقنا فيحول بيننا وبين ذلك المجلس الكريم جهلنا أولا وقلة متاعنا من أدوات الاجتهاد والفهم عن الله ورسوله، ثم هذا التراث المجيد الضخم من فقه فطاحل الأئمة، وسمعتهم، ودويّهم. عباقرةً كانوا، فضلهم يمتد على القرون من بعدهم، يحجب عن العقول الأقل كمالا وعن القلوب الأقل صفاء كل شعاع نبوي قرآني لا يطمح أو لا يستطيع أن يأخذه مَن بعدَهم مباشرة. <a href="http://siraj.net/%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%AC-1-6.286.q.%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9+%D8%AD%D8%AC%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9.html#page/286" target="_blank" rel="noopener noreferrer">تنوير المؤمنات، ج 1، ص 286-287.</a>

التزكية والدعوة

حجة الوداع ودرس التعامل مع الخلاف

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

كرامة المرأة العاملة

سباق لطلب الزلفى

من شعب الإيمان الصوم

المؤمنة مشرفة مكلفة

رمضان وافى

من يحصي أنعما أوليتها؟

مقالات ذات صلة