فَلْتعرِفِي حُقُوقَكِ
للمرأة المسلمة حقوق سلبتها إياها التقاليد الرجعية. فهي حرة في اختيار زوجها، وإلزام خاطبها بشروط تضعها هي (بما فيها عدم التزوج بأخرى)، وطلب الطلاق، والعمل، وتحمل عدة مسؤوليات اجتماعية ومهنية، وكذا التصرف باستقلالية في مالها.
أما حقها في التعلم فلا يخضع لأية قيود، مثله في ذلك مثل واجب مشاركتها في الجهود التي يبذلها المجتمع لتحريرها وتحرير الأمة الإسلامية من العوائق العرفية والانحطاط الخلقي. أي أن لها الحق في أن تكون كائنا آدميا يحظى بالتكريم اللائق به.
تتعدد الحقوق التي يمنحها الشرع للمرأة المسلمة؛ أولها امتلاك الوسائل اللازمة والوقت الكافي لعبادة الله والمشاركة في الأعمال الخيرية الجماعية بعد القيام بالواجبات الشخصية، لأنها في نظر الشرع ليست -كما تدعي الكنيسة- ذلك الكائن الخالي من الروح والمسؤول عن الخطيئة الأصلية، حليف الشيطان ضد الإنسان.
على المرأة المسلمة إذن أن تتعرف على حقوقها، وأن تطالب بعد ذلك بالتمتع بها، لأن أحدا غيرها لن يقوم مقامها في هذا المجال، ولأن أرضية صلبة من الحقوق المادية والنفسية كفيلة بتحريرها من الرق المتوارث وتمكينها من القيام بواجباتها. فانتشال المسلمين مما يتخبطون فيه مهمة شاقة تستدعي تطوع الجميع: النساء جنب الرجال، والجمعيات المنافسة في الخير للجمعيات، لأن التنافس في الخيرات أحد شروط النجاح في الامتحان، ألا نقرأ في سورة الملك أن الله عز وجل خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا؟ الإسلام والحداثة، ص 210-211
أضف تعليقك (0 )