post

مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين

لا تنمية بدون إرادة قوية وتدبير حكيم:
إن التنمية مطلب حيوي من مطالبنا، ولن ننتظرها من صدقات المستكبرين، ولن نقتنيها كما تقتنى البضائع في السوق. وسيرى الله جل وعلا عملَنا ورسولُه والمؤمنون هل نسيحُ في وادي الهوَى إن مكن لنا سبحانه في الأرض أم نحمل مسؤولية البِر بعيال الله في الأرض، لنا الكفاية والقوة وللمستضعفين. لا تُقْتَنَى التنمية كما تقتنى البضائع، ولا يأتي تكديس الأشيـاء وتلميعُ واجهات المعاملِ المنقولةِ المحطوطةِ في أرضنا، العاطِلةِ المسيّـرةِ بأيدي أجانبِ الجنسِ أو الدين إلا بمزيد من الركام الحضاري في ديارنا.
ليست التنمية شيئا يؤتى به ويُلصق على واقع متخلف فإذا هو حي. لا! ولا هي بالبضاعة الجاهزة تُصنع هناك وتُركب هنا فإذا هي تسُر الناظرين.
التنمية بناء إن لم يتأصل على إرادة قوية وإن لم يُدبَّر بأيد حكيمة فلن يكون إلا ثِقلا يطْمِر الساكنين. التنمية لن تحصُل في أيدينا، وإن حصلت فستبقى تابعة خانعة، إن لم ننطلق من إسلاميتنا ومن فَرْضية السعي والكسب والعدل والعمل الصالح. يكون السعي النشيط والكسب الحلال والعدل المعمَّمُ والعمل الصالح باعث الفرد، وقانون المجتمع، ودين الدولة، وضابط المستثمر والصانع والأجير. وكل تنمية نحاولها، وهي ممتنعة، دون إسلامنا فإنما تكون تنمية لتبعيتنا وتوغلا في عبوديتنا للأقوياء.
 من هذا المنطلق الإسلامي الإيماني الإحساني يلتزم حكم الشورى بالنهضة الاقتصادية، يتبناها مشروعا أسبقيا، ويشجعها، ويحمي عملياتها، ويُرغب في المشاركة الفعالة كل ذي قدرة.
وعلى توالِي البواعث والتنظيم السياسي والمعرفة التكنولوجية وإفساح المجال للخيرات والاستثمارات، وعلى تسانُدها وترتيب الأسبـاب منها على المسببات والنتائج على المقدمات، يتوقف نجاح التنمية وإسلاميتها. العدل، <a href="http://siraj.net/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-:-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85-1.482.q.%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%B9%D8%A9.html#page/481" target="_blank" rel="noopener">الإسلاميون والحكم، ص 481-482.</a>

السياسة والحكم

لا تنمية بدون إرادة قوية وتدبير حكيم

أضف تعليقك (0 )

النشرة الإخبارية

مقالات الكاتب

بين يدي موعود الله

عظمة الرسالة

كيف انتقض البناء النبوي؟

النصر بين المدد الغيبي وإعداد العدة

داء الأمم

الحج تربية

مقالات ذات صلة