يقتضي توزين العامل الذاتي وترجيح جانبه أن نعطي الأهمية القصوى لفحص ذاتنا، للنظر في عيوبنا، لتمحيص صفنا، لتربية نفوسنا وصقل قلوبنا وتهييء المحل الذي يتنزل فيه نصر الله. لا نهضم هذا الجانب مثلما يهضمه الغافلون عن الله، كل شأنهم التخرصات والاستراتيجيات والترسانات. ما تغني التخرصات والاستراتيجيات والترسانات إن كان جانب فقه العباد بدين الله مخروما، وكان التآخي في الله معدوما، وحب الله ورسوله والمؤمنين منقوصا، والآخرة مسكوتا عنها، وذكر الله أمرا نكرا، والطاعات مطففة، والأخلاق مجففة، والإيمان في القلوب باليا، والران عليها غاشيا!
اقتحام وقومة متى قمنا بشرطهما وضعنا قضيتنا في ظل الله، وأصبحنا قوة اقتحامية قائمة بأمر الله-لا نتألى عليه جل وعلا ليستثنينا من سنن بلائه، لكن يُرجى لقومتنا يومئذ من مدد الله ما يُعز الله به جهادنا.
وقل ما شئت بعد أن تحكم مقدمات التربية وأسبقية تجديد الإيمان ويقظة التطلع إلى الإحسان، قل ما شئت عن ضرورة النضج الحركي، وإفشاء الشورى في الصف، وتكتيل الجهود بجمع الفصائل الإسلامية الجادة على مشروع، وعن ضبط التنظيم وتطعيمه بالوعي السياسي، ودراسة الأوضاع القائمة، وعن التحالفات المرحلية وشروطها، وعن الخصم في الساحة السياسية أو العصابة المضادة المقاتلة إن كان الابتلاء ألجأ جند الله أن يقاتلوا…إقرأ المزيد “حوار مع الفضلاء الديموقراطيين ص-10”
أضف تعليقك (0 )