نطرح على أنفسنا سؤالا واضحا وضروريا. ما هي العبرة التي يتعين علينا أن نتخذها جسرا ننتقل عليه من زمن ميلاد خير الخلق صلى الله عليه وسلم إلى زمن الملك الجبري الذي أذن الله تعالى بزعزعة أركانه على أيدي الشباب الذين ظلوا لعقود طويلة ضحية تجهيل وتخويف من الإسلام الحق وأهله؟
من التقاليد الأمازيغية الراسخة والصامدة في وجه زوابع التحريف والتبديع والانتحال…
ونزلت آيات لتبيِّن مقام شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته عند ربه…
جَلَّ الذّي سَمّاكَ طَهَ أَحمَدا….وَكَساكَ ثَوباً لِلجَمالِ مُؤَبَّدا…
يفتتح الإمام عبد السلام ياسين رحمه في هذا المجلس المنعقد يوم الأحد 12 ربيع الأول…
افْهَمْ إذا أَسْمَعْتُ فِـطْ…رَتَـكَ العـميقَةَ يـا بُـنَـيّْ
ما في الوجودِ معظَّمٌ…بـعـدَ الإلاه أجَــلَّ شـيّْ
إلا الـرسولُ مـحـمَّـدٌ…أنْـشَاهُ من نـسْـلِ قُصَيّْ
ثُـم اصطفـاه لـنـوره…روَّاه مــنــه أبَـــلَّ رَيّْ
فإذا مَحَضْـتَ لـذاتِـه…حُبًّا سُـقـيتَ على يَـدَيّْ
وغدوتَ من أحـبابِـهِ…وبرأتَ من رَيْنٍ وغَـيّْ
صـلى عـلـيه إلاهُـنا…ما دام في الأكوان حيّْ
إن تَوَلِّي رسول الله ﷺ، والصلاة عليه الدائمة، وحب آل البيت المطهرين، وتولي صحابته، لَمِمَّا يقرب المسافات للمريد الطالب. واختلف العلماء فيمن هم أهل بيته الذين جاءت في محبتهم وموالاتهم أحاديث صحيحة تذكرنا الله وتناشدنا الله فيهم وفي القرآن. فمن قائل إنهم الآل الذين تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم. ومن قائل إنهم ذريته وأزواجه. ومن قائل إنهم أمته عامة. ومن قائل إنهم أتقياء أمته خاصة. وحديث الترمذي يخصص عليا وفاطمة والسبطين الكريمين الحسن والحسين.
أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن له في آخر الزمان إخوانا. فهي كلمة يهتز لها كل ذي لب وشأن. ويُرشح نفسه لها بالصدق الدائم والجهاد المستمر من رفع الله تعالى همته ليكون من الذين ﴿اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. سورة المائدة، 95. هذا تحد لمستقبلك أخي.
إذا اتخذنا من الحبيب الذي اصطفاه الله قدوة، واستلهمنا سيرته الشريفة اكتسبنا المناعة من “داء الأمم” ومن التوجس الخائف الانهزامي، واكتسبنا القدرة على اقتحام هذه السدود المادية والمعنوية التي تجعل منا أمة محصورة مقهورة في الجهل والفقر والعجز.