للإمام أسلوبه الخاص في الكتابة، بل صنع جهازه المفهومي المتفرد عن غيره من الكُتاب والمفكرين، فمن يقرأ له يجده فريدا في أسلوبه، وهذه عادة الكُتاب الكبار لما يُطوعون اللغة ويصنعون المضامين بطريقتهم الخاصة، فيبصمون الكتابة ببصماتهم المتميزة، حتى مواضع تأوهاتهم تدل على نمط شخصيتهم ومستوى عمق تفكيرهم
تتتبع هذه المقالات قراءة الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه لتراث الإمام الغزالي، من خلال قراءة استقرائية للنصوص الغزالية وتوظيفها في مناسبات عديدة، ويعود اهتمام الأستاذ عبد السلام ياسين بتراث الغزالي إلى مؤلفاته البيداغوجية الأولى، وأقصد الكتب الثلاثة التي ألفها في بداية الستينيات من القرن العشرين، أي أثناء اشتغاله بإدارة وتسيير مركز تكوين المعلمين، وهي المؤلفات التي أصبحت بعد الاستعمار من أهم المصادر المغربية في علوم التربية
تمثل سورة البلد نداء إلاهيا قويا حازما، وإلحاحا ربانيا حانيا رحيما، لا يملك الإنسان العاقل إلا أن يسمع صداه ويستجيب لمقتضاه. نداء يتضمن معنى رفيعا يتجلى فيه الإلحاح الدائم والأزلي من الله عز وجل على عبده أن يسلك إليه السبيل حتى يصل إلى أرفع درجات القرب، لا يعبأ في سبيل الظفر بمحبوبيته بما يلاقيه من مشقة الطريق ووعورة العقبات، قبلة رجائه وحاذي مسارعته التطلع إلى رأس العقبة ومنتهاها. رأس العقبة ومنتهاها ومشارفها هو محبة الله عز وجل وشوق متزايد للفوز برضاه والظفر بالنظر إلى وجهه الكريم.
انتهينا في الجزء الأول من هذا المقال إلى أنَّ تفرُّد الإمام الغزالي في نظر الإمام ياسين يرجع أول ما يرجع إلى جرأته في طلب الحق واستعداده للتخلي عن حظوظ النفس وأطماع الدنيا في طريق معرفة الله والسلوك إليه على يد رجل من العارفين بالله يأخذ بيده ويُسلكه خطوة خطوة. ونستأنف في هذا الجزء الثاني وما يليه الحديث عن مكانة الغزالي عند الإمام واستدعائه حَكَما في جملة من القضايا ذات الشأن في التربية والعلم والمعرفة.
والتفكير المنهاجي وإن كان تنظيرا يضع تأسيسا نظريا يستند إلى الماضي، ويستحضر الحاضر، ويستشرف المستقبل، فإنه ألصق بالتنزيل؛ ذلك أن الرؤية المنهاجية التي ترسم مدى أرحب وأوسع وأعمق وأطول، تحمل خاصية الإجرائية التي تُحَوِّلُ ما نُظِّرَ له إلى إنجازات عينية في أرض الواقع. لذلك فالحاجة ماسة لقواعد تؤطر الفهم والعمل، والخطاب والممارسة، يمكن عرضها في شكل ثنائيات مَيْسَمُها التوازن والتكامل والتساند.
وقد تأثر بالإمام الغزالي علماء كُثر من المغرب، ابتداء من القرن السادس إلى اليوم، ومنهم من لُقب بــ “غزالي المغرب” أو “غزالي زمانه”، أو “الغزالي الصغير” مثل الإمام الحسن اليوسي والإمام عبد الله الهبطي (ت963ه)، وأبو الحسن المسفر مؤلف كتاب المظنون لغير أهله المنسوب خطأ إلى الغزالي، وعبد السلام ابن برجان، وغيرهم كثير.
لا يمكن أن تُذكر “اليهودية والصهيونية” دون أن يَستدعي الذهن في اللحظة والتَّوِّ عبد الوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ ذلك أن الرجل قضى شطرا طويلا من عمره يفتش وينقب ويدقق ويحقق في أوراق اليهود وكتبهم وتاريخهم وما كُتب عليهم حتى خرج علينا برؤية معرفية مغايرة تماما ضمَّنها “موسوعته” الشهيرة. تتسم بـ “الوضوح وصفاء الرؤية”
يولد الإنسان على الفطرة، مهيئا للحياة والمعرفة والسلوك، لكنه بعد الولادة يلتقي بواقع أسري ووضع اجتماعي وتاريخ قومي، فتتشكل هويته النفسية والاجتماعية وتتحدد أذواقه وميولاته من خلال تأثره واندماجه في تركيب بيئته، فيتوجه تفكيره وسلوكه وفق معايير تلقفها من الوسط وشكلت مرجعيته في التقويم والحكم على الأفكار والمعارف.
إن فعل التغيير في نظرية المنهاج النبوي يستحضر العامل الغيبي بما هو وعد من الله…
يعتبر الإمام المرشد الإنسان، جسما وروحا، قلبا و عقلا، و عملا في الدنيا…
يعتبر التجديد موضوعا بالغ الأهمية في الفكر الإسلامي وعند الحركة الإسلامية…
نتحدث في هذه المقالة انطلاقا من نظرية المنهاج التي صاغها الإمام عبد السلام ياسين…
قبل ما يقرب من سبعة وثلاثين عاما صدرت الطبعة الأولى من كتاب المنهاج النبوي تربية…
إن أول مجلة أصدرها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى مجلة الجماعة…
تجمع شهادات أولئك الثقات والخبراء التربويين المعاصرين على أن الأستاذ عبد السلام …
لقد قرأت كتابا للشيخ المربي القدير ، والعالم الرباني الكبير ، الشيخ عبد السلام ياسين…